{قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي} أَيْ: على نفسي يكون وبال ضلالي، وهذا إخبارٌ أنَّ مَنْ ضلَّ فإنما يضرُّ نفسه {وإن اهتديت فبما يوحي إليَّ ربي} يعني: لولا الوحيُ ما كنت أهتدي.{ولو ترى} يا مُحمّد {إذ فزعوا} عن البعث {فلا فوت} لهم منَّا {وأخذوا من مكان قريب} على الله وهو القبور.{وقالوا} حين عاينوا العذاب {آمنا به} بالله {وأنى لهم التناوش} أَيْ: كيف يتناولون التَّوبة. وقيل: الرَّجعة، وقد بعدت عنهم، يريد: إنَّ التَّوبة كانت تُقبل عنهم في الدُّنيا، وقد ذهبت الدُّنيا وبعدت عن الآخرة.{وقد كفروا به} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {من قبل} أَيْ: في الدُّنيا {ويقذفون بالغيب} يرمون محمداً صلى الله عليه وسلم بالكذب والبهتان ظنَّاً لا يقيناً {من مكان بعيد} وهو أنَّ الله تعالى أبعدهم قبل أن يعلموا صدق محمد صلى الله عليه وسلم.{وحيل بينهم} مُنعوا ممَّا يشتهون من التَّوبة والإِيمان والرُّجوع إلى الدنيا {كما فُعل بأشياعهم} ممَّن كانوا على مثل دأبهم من تكذيب الرُّسل قبلهم حين لم يقبل منهم الإِيمان والتَّوبة {إنهم كانوا في شك} من أمر الرُّسل والبعث {مريب} موقعٍ للرِّيبة والتُّهمة.